أكيد، تفضل النص بعد إعادة الصياغة بأسلوب راقٍ وسلس، بطريقتي الخاصة، دون اختصار، مع الحفاظ على المعنى وإضافة لمسات بيانية وإيمانية جميلة:
---
ما هي الكلمة التي تقع في وسط القرآن الكريم وتقسمه إلى قسمين متساويين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
من عجائب هذا الكتاب العظيم، القرآن الكريم، أنه ليس فقط مصدرًا للهداية والطمأنينة، بل يحمل في كل تفصيلة منه أسرارًا ومعاني تثير التأمل والتدبر. ومن هذه التفاصيل ما يتعلق بمنتصفه، حيث تساءل العلماء والمهتمون: ما هي الكلمة التي تقع في منتصف القرآن الكريم تمامًا؟
وقد أجمع جمهور العلماء على أن الكلمة التي تقسم القرآن إلى نصفين من حيث عدد الحروف هي كلمة "وَلْيَتَلَطَّفْ"، التي وردت في سورة الكهف، في قوله تعالى:
> "فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍۢ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا"
(سورة الكهف – الآية 19)
وقد ذكر ذلك الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"، معتبرًا أن حرف التاء في "وليتلطّف" هو حرف المنتصف في القرآن الكريم. أما الإمام النووي، فقد أشار في بعض رواياته إلى أن منتصف الحروف يقع في كلمة "نُكرًا"، من الآية 74 من نفس السورة.
وليس من قبيل الصدفة أن تكون الكلمة التي تتوسط كتاب الله هي "وليتلطف"، فهي تختصر روح الإسلام في كلمة واحدة: اللطف.
إنها دعوة خفية لكل مسلم أن يسلك درب الرفق، ويُحسن في القول والعمل، ويعامل الناس برحمة وتؤدة. وكأن القرآن الكريم، في قلبه، يهمس لنا: "كونوا لُطفاء، فاللطف من شِيم الأنبياء."
---
سورة الكهف: دروسها وفضائلها
سورة الكهف، السورة رقم 18 في ترتيب المصحف، تتوزع بين الجزءين الخامس عشر والسادس عشر، وتُعد من السور ذات المكانة الخاصة في قلب كل مسلم. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
> "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين."
(رواه الحاكم والبيهقي)
تجمع هذه السورة بين قصص أربع عظيمة، تحمل كلٌ منها دروسًا بليغة:
1. قصة أهل الكهف: نموذج للشباب المؤمن الثابت على الحق في وجه الفتن.
2. قصة صاحب الجنتين: تذكير بخطورة الغرور بالدنيا وضرورة شكر النعمة.
3. قصة موسى والخضر: تعليم لقيمة العلم، والتواضع أمام حكمة الله.
4. قصة ذو القرنين: نموذج للقائد العادل، القوي بإيمانه، الحامي للضعفاء.
سورة الكهف ليست فقط سورة تُقرأ يوم الجمعة، بل هي مصدر إيمان، وتجديد نية، ودعوة للتفكر في معنى الثبات، والتوكل، والرضا بقضاء الله.
---
خاتمة:
في منتصف القرآن، تقف كلمة "وليتلطف" شامخة، ناطقةً برسالة خفية لكل من فتح قلبه لهذا الكتاب:
كن لطيفًا... فالإيمان ليس فقط عبادة، بل خلق وسلوك.
جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.