شهدت ولاية القصرين خلال موسم 2025 تراجعًا ملحوظًا في إنتاج الزقوقو، حيث وصف رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري، السيد محمد حسن الأزهري، الصابة هذا العام بأنها "محتشمة"، مقارنة بالسنوات الماضية.
أسباب تراجع إنتاج الزقوقو هذا الموسم
يعود هذا التراجع أساسًا إلى مجموعة من العوامل الطبيعية والبيئية التي أثّرت سلبًا على مردودية غابات الصنوبر الحلبي، والتي تُعتبر المصدر الأساسي لنبتة الزقوقو في الجهة. وأهم هذه العوامل:
الحرائق المتكررة: تسببت في تلف مساحات كبيرة من الغطاء النباتي الجبلي.
انقراض المشاتل الطبيعية: نتيجة فقدان البذور، وهو ما حال دون تجديد الغطاء الغابي لشجرة الصنوبر.
التغيرات المناخية الحادة: حيث تحوّل مناخ القصرين تدريجيًا إلى طقس شبه صحراوي، وهو أمر لا يتماشى مع متطلبات نمو شجرة الزقوقو.
وتتمركز نبتة الزقوقو عادة في المناطق الجبلية مثل تالة، العيون، وغيرها من المرتفعات التي لطالما كانت تعرف بإنتاجها الجيد خلال السنوات الفارطة.
أسعار الزقوقو: بين العرض المحدود والطلب المتزايد
مع تراجع كميات الإنتاج، شهدت الأسواق ارتفاعًا في أسعار الزقوقو، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد حاليًا بين 45 و55 دينارًا، وهي أسعار مرشّحة للزيادة مع اقتراب موسم المولد النبوي الشريف، الذي يُعدّ ذروة الطلب على هذه المادة الأساسية في تحضير "عصيدة الزقوقو".
كما أشار الأزهري إلى أن الأسعار تعرف تذبذبًا مستمرًا، وذلك بسبب التفاوت في الكميات المعروضة والضغط الكبير على السوق من قبل المستهلكين والتجار على حد سواء.
الزقوقو.. منتج مهدد رغم أهميته الاقتصادية
رغم القيمة الغذائية والاقتصادية العالية لنبتة الزقوقو، إلا أن مستقبلها يبدو مهددًا في غياب استراتيجية واضحة لحمايتها، من خلال:
1- دعم جهود إعادة التشجير بشجر الصنوبر
2- تأمين البذور المحلية وتحفيز إنشاء مشاتل جديدة
3- مقاومة الحرائق وتحسين البنية التحتية للغابات
4- التكيّف مع التحولات المناخية من خلال حلول بيئية مستدامة.